مقدمة :-
تعود جذور هذه الفلسفة إلى العصور القديمة وبالتحديد إلى الفيلسوف اليوناني هيراقليطس الذي يعتبر الجد الأعظم للجدل ، وهي تقوم على التغير المستمر وأن الحقائق الثابتة لا وجود لها .
أما البرجماتية في العصر الحديث فتنسب إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث تطورت هناك في النصف الثاني من الفرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين .
ويمكننا تعريف الاتجاه البرجماتي بأنه : تحويل النظر بعيداً عن الأشياء الأولية ، والمبادئ والقوانين والحتميات المسلم بها ، وتوجيهه - النظر- نحو الأشياء الأخيرة : الثمرات ، النتائج ، الآثار .
ويطلق على هذه الفلسفة عدة تسميات منها :
النفعية ، الأدائية ، التجريبية ، العملية وغيرها من التسميات التي تحدد منهجها . وهذه الفلسفة تؤمن بأن التربية هي الحياة وليست الإعداد للحياة .
كما يعد الفكر الفلسفي الأمريكي نسيجاً من خامات متعددة مستوردة من مختلف أصقاع العالم ، حمل بذورها أناس رحلوا عن بلدانهم باحثين عن الثروة والحرية ، ويمثل هؤلاء الناس شريحة منتقاة من المتعلمين والمغامرين والرأسماليين .
وحمل هؤلاء معهم من ضمن ما حملوا أفكاراً تبشيرية وتأملات دينية ونبوءات توراتية وفنوناً جميلة وفلسفات متنوعة . وكل هذه وغيرها قد لعبت أدوارها في تشكيل الفكر الأمريكي .
وقد ورثت الأجيال المتأخرة من المهاجرين عن المهاجرين الرواد الجرأة والإقدام ، والاعتماد على النفس ، وحب المغامرة ، والتحرر من التقاليد ، وتوظيف العقل في تطويع الطبيعة ، واعتبار التقدم المنجز والنجاح المادي الملموس دليلاً واضحاً على صحة السبل والوسائل التي يتبعونها ، وهذه السمة تمثل جوهر الفلسفة البراجماتية .
لقد أثارت التركيبة السكانية للولايات المتحدة الأمريكية جدلاً متعمقاً حول المفاضلة بين الأجناس التي كونتها ، وقدرة البوتقة الأمريكية على صهر وتحليل هذه الأجناس واستيعابها ، وإخراج عجينة أمريكية جديدة وسليمة ديمغرافياً واقتصادياً وسياسياً . من هذه العجينة نشأ جيلٌ جديدٌ ترك خلفه نقائصه وعيوبه ، وراح يعمل وفق قواعد جديدة ، بعيداً عن الكسل والفراغ ، والاستسلام للفقر والعبودية .
في ظل هذا المجتمع الجديد ، نشأت البراجماتية التي تؤمن بأن ظروف الحياة يمكن تحسينها بالتصميم على العمل المستنير بالعقل ، وأن المثل الأخلاقية فارغة وعقيمة إذا انفصلت عن وسائل تحقيقها ، وأن الحقيقة ليست ثابتة ، بل هي في تغير دائم ، وأن الإنسان قادر على إعادة تشكيل الظروف بعزمه وإرادته .
ظهرت البراجماتية كفلسفة أمريكية تمقت البحث النظري العقيم الذي يركز على كنه الأشياء ومصادرها ، وأخذت تركز على نتائج الأعمال وعواقبها ، وأجازت للإنسان أن يتخذ من أفكاره وآرائه ذرائع يستعين بها على حفظ بقائه أولاً ، ثم السير بالحياة نحو السمو والكمال ثانياً .
وظهرت كردة فعل لموجات الفلسفة المثالية التي حملها المهاجرون الألمان ، ووجدت صداها عند نفر من الشعراء والكتاب الأمريكيين مثل ( إمرسن ) . ثم انتقلت بعد ذلك إلى نفر من الأساتذة الجامعيين المختصين في الدراسات الفلسفية ، ومن أبرزهم ( جوزيا رويس ) ، الذي كانت أستاذاً للفلسفة في جامعة ( هارفرد ) .
لقد أحس ( جون ديوي ) بقوة الأشكال المتنافرة للبيولوجيا الفلسفية ، واستخدمها استخداماً نقدياً ، ومن ثم راح يعد مذهبه الخاص في علم النفس ، والذي ظهر كنص سنة 1887م . وشعر جماعة من خريجي ( هارفرد ) بضرورة التوجه نحو الفعل ونحو المستقبل وما يستتبعه من مسؤوليات كبيرة ، فآمنوا بمنهج العلم التجريبي ، واعتبروه منهجاً سليماً في التفكير ، وقالوا : أن الفلسفة لا بد لها أن تقوم على أساس من العمل والخبرة والتجريب، ومنهم
لقد عرف ( بيرس ) مصطلح البراجماتية من دراسة للفيلسوف الألماني ( إيمانويل كانت ) الذي كان يميز بين ما هو براجماتي pragmatic وما هو عملي practical ، فالعملي ينطبق على القوانين الأخلاقية ، بينما البراجماتي ينطبق على قواعد الفن وأسلوب التناول ،
اللذين يعتمدان على الخبرة . وكان ( بيرس ) تجريبياً مشبعاً بعقلية المعمل ، واهتم بالتفكير المنطقي وطرائقه في إيضاح المدركات العقلية
أما ( وليام جيمس ) فيرى أن مصطلح البراجماتية مشتق من الكلمة اليونانية pragma التي تعني المزاولة والعمل ، والطابع الذي ألبسه ( جيمس ) للبراجماتية هو الطابع النفعي ، فكان يتعامل مع صدقية الأفكار من منطلق القيمة الفورية cash value ، وكان يقول : إن الفكرة كورقة النقد تظل صالحة للتعامل إلى أن يعترضها معترض ويثبت زيفها وبطلانها . و تستمر صدقيتها ما دامت سارية المفعول فنحقق بها ما نريد من أغراض .
أما ( جون ديوي ) فقد عُرف اتجاهه بـ ( الوسيلة ) أو ( الأداتية ) instrumentalism ، والوسيلة هي محاولة لتكوين نظرية منطقية دقيقة للمدركات العقلية ، والأحكام والاستنباطات في شتى صورها ، وتحاول إقامة تمييزات وقواعد منطقية تلقى تأييداً عاماً عن طريق استخلاصها من وظيفة العقل من حيث هو وسيط ومن حيث هو بناء .
تعود جذور هذه الفلسفة إلى العصور القديمة وبالتحديد إلى الفيلسوف اليوناني هيراقليطس الذي يعتبر الجد الأعظم للجدل ، وهي تقوم على التغير المستمر وأن الحقائق الثابتة لا وجود لها .
أما البرجماتية في العصر الحديث فتنسب إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث تطورت هناك في النصف الثاني من الفرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين .
ويمكننا تعريف الاتجاه البرجماتي بأنه : تحويل النظر بعيداً عن الأشياء الأولية ، والمبادئ والقوانين والحتميات المسلم بها ، وتوجيهه - النظر- نحو الأشياء الأخيرة : الثمرات ، النتائج ، الآثار .
ويطلق على هذه الفلسفة عدة تسميات منها :
النفعية ، الأدائية ، التجريبية ، العملية وغيرها من التسميات التي تحدد منهجها . وهذه الفلسفة تؤمن بأن التربية هي الحياة وليست الإعداد للحياة .
كما يعد الفكر الفلسفي الأمريكي نسيجاً من خامات متعددة مستوردة من مختلف أصقاع العالم ، حمل بذورها أناس رحلوا عن بلدانهم باحثين عن الثروة والحرية ، ويمثل هؤلاء الناس شريحة منتقاة من المتعلمين والمغامرين والرأسماليين .
وحمل هؤلاء معهم من ضمن ما حملوا أفكاراً تبشيرية وتأملات دينية ونبوءات توراتية وفنوناً جميلة وفلسفات متنوعة . وكل هذه وغيرها قد لعبت أدوارها في تشكيل الفكر الأمريكي .
وقد ورثت الأجيال المتأخرة من المهاجرين عن المهاجرين الرواد الجرأة والإقدام ، والاعتماد على النفس ، وحب المغامرة ، والتحرر من التقاليد ، وتوظيف العقل في تطويع الطبيعة ، واعتبار التقدم المنجز والنجاح المادي الملموس دليلاً واضحاً على صحة السبل والوسائل التي يتبعونها ، وهذه السمة تمثل جوهر الفلسفة البراجماتية .
لقد أثارت التركيبة السكانية للولايات المتحدة الأمريكية جدلاً متعمقاً حول المفاضلة بين الأجناس التي كونتها ، وقدرة البوتقة الأمريكية على صهر وتحليل هذه الأجناس واستيعابها ، وإخراج عجينة أمريكية جديدة وسليمة ديمغرافياً واقتصادياً وسياسياً . من هذه العجينة نشأ جيلٌ جديدٌ ترك خلفه نقائصه وعيوبه ، وراح يعمل وفق قواعد جديدة ، بعيداً عن الكسل والفراغ ، والاستسلام للفقر والعبودية .
في ظل هذا المجتمع الجديد ، نشأت البراجماتية التي تؤمن بأن ظروف الحياة يمكن تحسينها بالتصميم على العمل المستنير بالعقل ، وأن المثل الأخلاقية فارغة وعقيمة إذا انفصلت عن وسائل تحقيقها ، وأن الحقيقة ليست ثابتة ، بل هي في تغير دائم ، وأن الإنسان قادر على إعادة تشكيل الظروف بعزمه وإرادته .
ظهرت البراجماتية كفلسفة أمريكية تمقت البحث النظري العقيم الذي يركز على كنه الأشياء ومصادرها ، وأخذت تركز على نتائج الأعمال وعواقبها ، وأجازت للإنسان أن يتخذ من أفكاره وآرائه ذرائع يستعين بها على حفظ بقائه أولاً ، ثم السير بالحياة نحو السمو والكمال ثانياً .
وظهرت كردة فعل لموجات الفلسفة المثالية التي حملها المهاجرون الألمان ، ووجدت صداها عند نفر من الشعراء والكتاب الأمريكيين مثل ( إمرسن ) . ثم انتقلت بعد ذلك إلى نفر من الأساتذة الجامعيين المختصين في الدراسات الفلسفية ، ومن أبرزهم ( جوزيا رويس ) ، الذي كانت أستاذاً للفلسفة في جامعة ( هارفرد ) .
لقد أحس ( جون ديوي ) بقوة الأشكال المتنافرة للبيولوجيا الفلسفية ، واستخدمها استخداماً نقدياً ، ومن ثم راح يعد مذهبه الخاص في علم النفس ، والذي ظهر كنص سنة 1887م . وشعر جماعة من خريجي ( هارفرد ) بضرورة التوجه نحو الفعل ونحو المستقبل وما يستتبعه من مسؤوليات كبيرة ، فآمنوا بمنهج العلم التجريبي ، واعتبروه منهجاً سليماً في التفكير ، وقالوا : أن الفلسفة لا بد لها أن تقوم على أساس من العمل والخبرة والتجريب، ومنهم
لقد عرف ( بيرس ) مصطلح البراجماتية من دراسة للفيلسوف الألماني ( إيمانويل كانت ) الذي كان يميز بين ما هو براجماتي pragmatic وما هو عملي practical ، فالعملي ينطبق على القوانين الأخلاقية ، بينما البراجماتي ينطبق على قواعد الفن وأسلوب التناول ،
اللذين يعتمدان على الخبرة . وكان ( بيرس ) تجريبياً مشبعاً بعقلية المعمل ، واهتم بالتفكير المنطقي وطرائقه في إيضاح المدركات العقلية
أما ( وليام جيمس ) فيرى أن مصطلح البراجماتية مشتق من الكلمة اليونانية pragma التي تعني المزاولة والعمل ، والطابع الذي ألبسه ( جيمس ) للبراجماتية هو الطابع النفعي ، فكان يتعامل مع صدقية الأفكار من منطلق القيمة الفورية cash value ، وكان يقول : إن الفكرة كورقة النقد تظل صالحة للتعامل إلى أن يعترضها معترض ويثبت زيفها وبطلانها . و تستمر صدقيتها ما دامت سارية المفعول فنحقق بها ما نريد من أغراض .
أما ( جون ديوي ) فقد عُرف اتجاهه بـ ( الوسيلة ) أو ( الأداتية ) instrumentalism ، والوسيلة هي محاولة لتكوين نظرية منطقية دقيقة للمدركات العقلية ، والأحكام والاستنباطات في شتى صورها ، وتحاول إقامة تمييزات وقواعد منطقية تلقى تأييداً عاماً عن طريق استخلاصها من وظيفة العقل من حيث هو وسيط ومن حيث هو بناء .
الأحد يونيو 08, 2014 6:52 am من طرف Admin
» مشروع مربح من تايجر باك
الخميس فبراير 27, 2014 7:13 am من طرف تايجر باك
» ملف كامل لتدوير المخلفات
الأربعاء أغسطس 01, 2012 9:23 pm من طرف Admin
» اخبار الحمقى والمغفيلين لابن الجوزى
الأحد يوليو 08, 2012 6:23 pm من طرف Admin
» مقامات بديع الزمان الهمذاني
الأحد يوليو 08, 2012 6:21 pm من طرف Admin
» الخيميائي لباولو كويلو
الأحد يوليو 08, 2012 6:20 pm من طرف Admin
» أشهر جاسوسة عربية للموساد
الأحد يوليو 08, 2012 6:19 pm من طرف Admin
» the studay of chemical reactions
الأحد يوليو 08, 2012 6:19 pm من طرف Admin
» stereochemistry
الأحد يوليو 08, 2012 6:17 pm من طرف Admin