الحياة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الحياة

كتب الكترونية, مواضيع عامة, رياضية, ترفهية, ثقافية

المواضيع الأخيرة

» نص كلمة ماهر سامى بأداء يمين السيسي
ناصر وعامر ....ايام الحب والكراهية I_icon_minitimeالأحد يونيو 08, 2014 6:52 am من طرف Admin

» مشروع مربح من تايجر باك
ناصر وعامر ....ايام الحب والكراهية I_icon_minitimeالخميس فبراير 27, 2014 7:13 am من طرف تايجر باك

»  ملف كامل لتدوير المخلفات
ناصر وعامر ....ايام الحب والكراهية I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 01, 2012 9:23 pm من طرف Admin

» اخبار الحمقى والمغفيلين لابن الجوزى
ناصر وعامر ....ايام الحب والكراهية I_icon_minitimeالأحد يوليو 08, 2012 6:23 pm من طرف Admin

» مقامات بديع الزمان الهمذاني
ناصر وعامر ....ايام الحب والكراهية I_icon_minitimeالأحد يوليو 08, 2012 6:21 pm من طرف Admin

» الخيميائي لباولو كويلو
ناصر وعامر ....ايام الحب والكراهية I_icon_minitimeالأحد يوليو 08, 2012 6:20 pm من طرف Admin

» أشهر جاسوسة عربية للموساد
ناصر وعامر ....ايام الحب والكراهية I_icon_minitimeالأحد يوليو 08, 2012 6:19 pm من طرف Admin

»  the studay of chemical reactions
ناصر وعامر ....ايام الحب والكراهية I_icon_minitimeالأحد يوليو 08, 2012 6:19 pm من طرف Admin

»  stereochemistry
ناصر وعامر ....ايام الحب والكراهية I_icon_minitimeالأحد يوليو 08, 2012 6:17 pm من طرف Admin

التبادل الاعلاني


    ناصر وعامر ....ايام الحب والكراهية

    omar
    omar


    عدد المساهمات : 42
    نقاط : 116
    تاريخ التسجيل : 15/03/2010

    ناصر وعامر ....ايام الحب والكراهية Empty ناصر وعامر ....ايام الحب والكراهية

    مُساهمة من طرف omar الأحد أبريل 04, 2010 6:36 am

    العلاقة بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والمشير الراحل أيضاً عبدالحكيم عامر، ستظل من العلاقات المثيرة للجدل، فعامر كان الرجل الثانى فى ثورة ٢٣ يوليو، ودوره كان من أهم الأدوار، فقد كان محركاً ودافعاً لحلم الثورة نظرياً وعملياً، ولولاه ما اكتمل الهدف منها، ورغم أنه كان هناك تباين واضح بين شخصيتى ناصر وعامر إلا أن هدفاً واحداً كان يجمعهما، وهو التغيير.

    وهذه العلاقة التى امتدت إلى المصاهرة، مرت بمنعطفات كثيرة وحرجة وصلت إلى حد الصدام، ومن هذه المحطات، فشل مشروع الوحدة مع سوريا، وحرب اليمن والعدوان الثلاثى، ونكسة يونيو ١٩٦٧، التى قطعت ما تبقى من أواصر هذه العلاقة، وأسدلت الستار على آخر ما تبقى منها، لينتهى الأمر باختفاء عامر من المشهد السياسى، مخلفاً سؤالاً واحداً هو: هل انتحر أم نحر؟..

    وبين حين وآخر يعاود هذا السؤال فرض نفسه، وتظل القضية محط اهتمام الكثيرين، ونحن هنا لا نقف فى جانب ضد الجانب الآخر، وإنما نعيد قراءة أوراق هذا الملف، الذى يقدم قراءة شاملة فى علاقة ناصر وعامر من الثورة إلى النكسة

    المشير القائد العسكرى للثورة وضحية النكسة

    امتلك عبدالحكيم عامر كاريزما خاصة أهلته لأن ينفذ إلى قلب وعقل الرئيس عبدالناصر فأصبح الأقرب إليه، امتلك عامر روح الثورة، وكان بين الطلبة الذين حركوا المظاهرات للمطالبة بإلغاء دستور ١٩٣٠ وعودة دستور ١٩٢٣، كان وقتها طالبا فى السنة النهائية بمدرسة المنيا الثانوية،

    ومن أشهر الكتب التى تناولت حياة المشير عبدالحكيم عامر وعلاقته بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر كتاب «حياة المشير عبدالحكيم عامر» الصادر عن دار الخيال، وجاء فيه: «أن حكيم ولد فى قرية أسطال بالمنيا فى منتصف الطريق بين القاهرة وبنى مر مسقط رأس عبدالناصر، ما جعل البعض يشير إلى أن جذوره تمتد إلى جذور أعمق من ناصر فى تربة الوجه القبلى، وكان والده من أثرياء القرية ويمتلك حوالى ٥٠٠ فدان خصص ثلثى إيرادها لابنه للظهور بمظهر جيد بين أقرانه الضباط وكان عمه الحاج بكرى يأتى إلى القاهرة كل شهر حاملاً معه كيسا من القماش به النقود الخاصة به.

    ورغم أن عبدالناصر وعبدالحكيم كانا مختلفين فى العديد من النواحى، حيث كان الأول شديد التحفظ هادئ الأعصاب، بينما كان حكيم شديد الاندفاع وسريع الغضب، فإنهما تلازما منذ تعارفا كضابطين فى بداية الخدمة العسكرية وامتدت العلاقة إلى النواحى الإنسانية حتى نجحا فى قيادة الضباط الأحرار لتحقيق حلم التحرر بقيام ثورة يوليو ١٩٥٢ ومن بعدها يصير الأول رئيساً للجمهورية والثانى نائبا له وقائدا للقوات المسلحة، واشتهر عنه أنه كان على قدر كبير من الجرأة والشهامة ويقف مع إخوانه فى المواقف الصعبة، وتمضى المسيرة ما بين شد وجذب حتى يسدل الستار ليفترق الصديقان بغياب المشير عن مسرح الحياة إثر وفاة غامضة.

    ومن المؤكد أن هذه الصفات ساعدت المشير فى تجميع الضباط من حوله وجعلته محبوباً بينهم ويحظى بمكانة خاصة فى قلوبهم.وكان المشير مقلاً فى أحاديثه الصحفية، ولم يكن يميل إلى الصحافة وأضوائها، وهناك تحقيق صحفى نشرته مجلة «آخر ساعة» فى ١٢ مايو ١٩٥٤ للكاتبة إيزيس فهمى تحت عنوان مواقف من ليلة ٢٣ يوليو وتضمن حواراً معه تحت عنوان «كيف لعب القدر دوره فى حياة القائد العام للقوات المسلحة فانتقل من كلية الزراعة إلى الكلية الحربية» «وتعرف خلال الدراسة بالكلية الحربية بالرئيس عبدالناصر،

    وعن ذلك يقول الصحفى السويسرى جورج فوشيه فى كتابه «جمال عبدالناصر وصحبه»: «دخل جمال عبدالناصر الكلية الحربية لأول مرة فى ١٧ مارس ١٩٣٧مع الدفعة الثانية للضباط المستجدين، وأظهر من الكفاءة العسكرية ما يؤهله لأن ينقل إلى القسم النهائى وأن يصبح رئيس فريق، وأسندت إليه منذ أوائل سنة ١٩٣٨ مهمة تأهيل الطلاب المستجدين وكان عبدالحكيم عامر من بين الطلاب الذين استجدوا، وكان جمال مسؤولا عن تأهيله عسكرياً مع المستجدين وتوثقت عرى الصداقة بينهما، وكانا شغوفين بالمطالعة،

    وبعد التخرج تم تعيين عبدالحكيم فى «باتانيا» بالقرب من الإسكندرية، وهناك يتم أول لقاء بينه وبين عبدالناصر بعد أن أصبحا ضابطين، وينقل عبدالحكيم إلى السودان ليلتقى بعبدالناصر مرة ثانية وتتوطد الصداقة بينهما بعد أن ينقلا إلى منطقة جبل الأولياء حيث كانا الضابطين الوحيدين هناك، ولهما حجرتان متجاورتان يأكلان معا ويصيدان الطيور معا ويتقاسمان الكتب والصحف.

    ويصف الكاتب الصحفى الإنجليزى ويلتون وين، عبدالحكيم عامر بأنه ذو عقلية سياسية وكان حجر الزاوية فى تنظيم الضباط الأحرار، حيث جند أكبر عدد من الضباط الأحرار، وهو من أتى بمحمد نجيب ورشحه «ومما يؤيده ذلك ما ذكره صلاح نصر فى مذكراته الصادرة عن دار الخيال الجزء الأول حيث يقول «كنت أرتبط بعلاقة متينة مع عبدالحكيم عامر منذ عام ١٩٣٨ أثناء دراستنا فى الكلية الحربية، إذ كان مسؤول الصف الذى ضممت إليه عند الالتحاق بالكلية الحربية وفى لقاء من لقاءاتى المتعددة فاتحنى فى الانضمام إلى تنظيم الضباط الأحرار فوافقت بحماس «وكان حكيم هو من عرف عبدالناصر بصلاح نصر،

    ويذكر صلاح نصر فى مذكراته أن عبدالناصر كان هو العقل المدبر للتنظيم بينما، كان عبدالحكيم عامر هو الدينامو أو المحرك لنشاطه، وكانت البداية على أرض فلسطين عام ١٩٤٨ أثناء الحرب، حيث كان عامر أركان حرب للواء الذى يقوده محمد نجيب، وقال عنه إنه وجده ضابطاً ذكياً ودقيقا وكان أقربهم إلى قلبه».

    وجاء فى مذكرات صلاح نصر: «كان اللواء محمد نجيب يحب عبدالحكيم عامر حباً كبيراً وكان يتباهى به فى كل مكان ويقول: «لو فتحوا قلبى لوجدوا فيه صورة عبدالحكيم عامر»، وعن دوره فى الثورة يقول عبدالحكيم عامر فى كتاب صدر بمناسبة العيد الثالث للثورة ومؤلفه الكاتب الراحل أنور الجندى: «وجاء كلامه لعبدالناصر بعد قرار الملك إغلاق نادى الضباط: «مفيش حل إلا أن الثورة تتعمل»، فرد عليه عبدالناصر: «أنا فعلا وصلت إلى هذا القرار»،

    ويتابع حكيم: «تصافحنا وأصبحنا منذ هذه اللحظة داخل خط النار لا خارجه كما كنا منذ دقائق ووجدنا أنفسنا فى المعمعة نجد ونكد ونسهر وننام- إن نمنا- بعين واحدة والأخرى تراقب الاحتمالات والمفاجآت التى تحملها لنا الليالى»، ويقول فى موضع آخر: «قمت بالإعداد والتنظيم والاتصال ووضعت أكثر من خطة على أساس تقديرين لا ثالث لهما إما أن نقوم بعمل كامل لتنفيذ الحركة- يقصد الثورة- وإما أن يقسم الضباط أنفسهم إلى ٣ تيم «فرق» بأسلحة كاملة من الجيش وفى ساعة الصفر تخرج هذه الجماعات وتخلص البلد من السياسيين الخونة وعملائهم وتنظف البلد تنظيفا شاملا.

    وتلقى إيزيس فهمى فى تحقيقها المنشور فى مجلة آخر ساعة فى ١٢ مايو ١٩٥٤، الضوء على الدور الذى قام به المشير ليلة الثورة: «فى الساعة الحادية عشرة من تلك الليلة كان عبدالحكيم عامر مع جمال عبدالناصر وذهبا سوياً فى سيارته الصغيرة «الأوستن» للقيام بجولة استكشافية فى منطقة المعسكرات ومقر قيادة الجيش لاستطلاع الأمور، وبينما هما فى طريقهما للعباسية شاهد عبدالحكيم الأضواء تسطع فى مبنى القيادة فعلم على الفور أن رئيس هيئة أركان حرب الجيش وضباطه يعملون فى مكاتبهم، ويروى المشير القصة بلسانه فيقول: «دخلنا مقر الجيش وألقينا القبض على الفريق حسين فريد واثنين من اللواءات كانا معه وكان هؤلاء الثلاثة هم من وجدناهم فى القيادة لأن بقية الضباط إما كانوا فى طريقهم للقيادة أو كانوا لا يزالون فى بيوتهم.

    ويقول السادات فى شهادته عن دور عبدالحكيم عامر فى الثورة: «هو عامر الذى قاد الجنود ثم تقدمهم واقتحم بهم المبنى، وهو يحمل طبنجته، تماما، وتسبب اختيار عبدالحكيم عامر لقيادة القوات المسلحة بعد الثورة، وترقيته ٣ رتب مرة واحدة، من رتبة الصاغ، إلى رتبة اللواء ليتمكن من القيام بمهامه، فى استياء بين قيادات بالجيش وأعضاء مجلس قيادة الثورة وأبدى عدد منهم اعتراضه على ذلك، وبدا الإعراب عن عدم الرضا باستقالة حسن محمود قائد سلاح الطيران الذى أكد انه يحترم عبدالحكيم عامر لكنه يستقيل لأنه يعتبر أن رتبة اللواء رتبة محترمة، وأنه لا يجوز التلاعب بالرتب العسكرية والقفز عبرها بهذه السهولة»

    ويذكر خالد محيى الدين فى مذكراته التى نشرت بعنوان «والآن أتكلم»: «كان اختيار عبدالحكيم قائدا للجيش مثاراً لمعركة صامتة بين الزملاء فى مجلس الثورة، فبغدادى اعتبرها مناورة من عبدالناصر لتعزيز نفوذه الشخصى فى مواجهتنا جميعا، فعامر صديقه الحميم ولابد أنهما معاً يستقويان ببعضهما البعض ضد الجميع وربما كان هذا ما حدث فعلا فيما بعد.

    ويدافع الراحل أمين هويدى وزير الحربية الأسبق عن اختيار عبدالحكيم لقيادة الجيش بقوله: «كان هذا الإجراء يتفق وطبيعة الأشياء فالثورة- أى ثورة- لها الحق فى تأمين نفسها خاصة فى القوات المسلحة التى يمكن أن تتجه إليها جهود الثورة المضادة إذا فكرت فى استعادة السلطة، والمشير عامر كان أهلا للقيام بهذا الواجب فشخصيته تتميز بالتسامح والرقة والإنسانية وكانت علاقاته الخاصة ترجح انضباطه الذى من المحتم أن يكون صفة مميزة لمن يتولى قيادة رفيعة كتلك التى كان يتولاها» ويذهب نور الدين طراف رئيس الوزراء الأسبق للقول:

    «كان عبدالناصر هو صاحب اقتراح تعيين عبدالحكيم عامر قائداً للقوات المسلحة وترقيته من صاغ الى لواء لا لكفاءة وقدرات خاصة يتمتع بها دون باقى أعضاء مجلس قيادة الثورة، لكن للثقة الكبيرة التى تميز علاقتهما، فعبدالناصر أراد أن يضمن ولاء الجيش له ببقاء عامر على رأسه»، وقالت جريدة المصرى عنه: «المعروف أن اللواء عبدالحكيم عامر كان عضو مجلس قيادة الثورة المختص بشؤون الجيش وهو يمثل فى الوقت نفسه مركزا ممتازاً فى قلوب إخوانه من مختلف ضباط الجيش، «وكشف صلاح سالم فى خطابه سر ترقية عبدالحكيم عامر بقوله: «من يوم أن قامت الثورة وعبدالحكيم من بين حفنة الرجال الذين قادوا هذا البلد من الظلام إلى النور وقضوا على كل قوة فى الدولة وتركزت فى أيديهم وآلوا على أنفسهم أن يصلوا بالبلاد إلى أهدافها..

    والموضوع ليس موضوع رتبة أو ترقية من صاغ إلى لواء فهؤلاء لا تشرفهم الرتب.. الموضوع أبعد من هذا بكثير هو أن تستمر الثورة القوية، ويواصل صلاح سالم حديثه عن حكيم فى لقاء جماهيرى قائلاً: «عبدالحكيم عامر هو الذى كافح ١٥ عاماً ضابطا فى الجيش وقدم رأسه أكثر من مرة ووهب روحه وجسمه من أجلكم ومن أجل البلاد واستمر ١٠ سنوات يترك منزله وأولاده ويجتمع ليلاً ونهارا فى الجمعيات السرية وكان يعرض نفسه للموت والهلاك فى عصور الظلام ليضع الخطط ويجمع الأفراد ليشترك فى رفع الكابوس عن صدر ٢٢ مليوناً، وكان يمكن أن يقتل أو يسجن أو يشنق دون محاكمة كما تعلمون.. هو الذى حارب فى فلسطين وكلكم سمعتم عنه أنه تقدم الصفوف،

    وكان يحارب كجندى ونجح وكان ثانى نجاح نالته القوات المصرية على يديه، وعندما استشعرت مجلة التحرير حجم الترقية الاستثنائية نشرت عنواناً فى برواز» ترقية للأبطال «تسرد فيه نماذج مماثلة لترقيات عسكرية تمت فى دول أخرى وجاء فيه: «عندما أعلنت الحرب العالمية الثانية كان ايزنهاور يحمل رتبة البكباشى ولم تمض ٣ سنوات حتى تولى أضخم «ارمادا» ضمن قوات الحلفاء التى غزت شمال أفريقيا وبعد ٣ سنوات أخرى منح أضخم رتبة فى الوجود وهى رتبة «جنرال أوف ذى إير» وهى أعلى من «فيلد مارشال»

    وتخطى بذلك كل زملائه بسرعة ليس لها نظير» وكان جورنج يحمل رتبة يوزباشى احتياط بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وما كاد هتلر يستولى على السلطة حتى عينه قائدا عاما لقوات الطيران برتبة فيلد مارشال وخلال الحرب العالمية الثانية رقى الطيار الالمانى جلندت من رتبة صاغ إلى جنرال لكفاءته الممتازة خلال سنتين ورقى الفيلد مارشال فون وايخناو والجنرال هاينز جورديان خبير المفرقعات الألمانى المعروف والفيلد مارشال ادوين روميل استثنائيا وتخطوا زملاءهم للظروف التى كانت تمر بها بلادهم.

    ويقول أحمد حمروش «كان وصول عبدالحكيم إلى مركز القيادة العامة للقوات المسلحة نقطة تحول مهمة فى سيطرة أعضاء مجلس القيادة على الجيش بصورة عامة وسيطرة جمال عبدالناصر على أعضاء مجلس قيادة الثورة بصورة خاصة فكان تعيينه نهاية اتصال أعضاء المجلس بالضباط زملائهم فى مختلف الأسلحة، واستقر الأمر على ذلك بدعوى الحرص على الانضباط العسكرى، بينما هو فى حقيقته انتهى إلى عزلة هذه المجموعة من الضباط فلم يعودوا قادرين على تحريك قواتهم السابقة أو مناقشة أمورهم بصفة قانونية.

    وتواصلت العلاقة بين عبدالحكيم وعبدالناصر كصديقين ومسؤولين عن الحكم حتى بدأت تعترضها القلاقل خاصة أن قوة العلاقة كانت فى كثير من الأحيان تدعو حكيم للتعامل بندية مع الرئيس ما تسبب فى وجود خلافات. واستمرت الخلافات بين عبدالناصر وعامر خلال فترة الوحدة مع سوريا نتيجة لأسلوب عبدالحميد السراج الذى كان يسىء للوحدة بما كان يرتكبه من تعذيب وقتل باسم جمال عبدالناصر ووصلت الخلافات ذروتها بعد الانفصال وعقب تشكيل مجلس الرئاسة الذى كان الهدف منه الحد من الانفراد بالسلطة، وتشكيل قيادة جماعية، وعرض مشروع قرار عليه بأن يكون تعيين قيادات الجيش حتى مستوى الكتائب وضباط الشرطة لمستوى مأمورى الأقسام من سلطات مجلس الرئاسة وهو ما عارضه عبدالحكيم ومعه ٥ آخرون من أعضاء المجلس.

    يقول محمد حافظ إسماعيل إن عبدالحكيم عرض استقالته فور انسحاب القوات البريطانية والفرنسية، إلا أن الرئيس عبدالناصر استطاع أن يتجاوز أزمة الثقة، وأن يسوى الخلاف بينهما ويؤكد البعض أن عبدالناصر كان ضعيفاً أمام رغبات المشير وأحلامه، وكان متسامحا معه بعكس علاقته مع الآخرين التى كانت تشوبها القسوة التى تصل أحياناً إلى حد الإقالة والاعتقال، كما حدث مع كمال الدين حسين. ويقول الصحفى الراحل حلمى سلام الذى كان أكثر المقربين من المشير: «لقد كان عبدالحكيم عامر نموذجا فريدا من نماذج الشهامة والوفاء وربما كان أفدح أخطائه فى حق نفسه أنه كان يصر على أن يظل وفياً حتى لمن تكشف له الأيام عن أنهم لا يستحقون الوفاء.

    وكان نفوذ عبدالحكيم قد أصبح محسوسا للجماهير وعلى ضوء هذا النفوذ كان يمارس على عبدالناصر بعض الاختبارات من وقت لآخر، ولعل أقسى ما واجهه عبدالناصر من صديق عمره عندما فوجئ بالمشير يترك له استقالته ويختفى فى مرسى مطروح، لكن عبدالناصر استطاع أن يحتوى الأزمة وعاد المشير ليزداد قوة ونفوذاً، حتى إنه قال بعد النكسة: «إن الطفل المدلل أصبحت له أنياب وأظافر ولم يعد عبدالحكيم القديم».
    omar
    omar


    عدد المساهمات : 42
    نقاط : 116
    تاريخ التسجيل : 15/03/2010

    ناصر وعامر ....ايام الحب والكراهية Empty رد: ناصر وعامر ....ايام الحب والكراهية

    مُساهمة من طرف omar الثلاثاء أبريل 06, 2010 6:52 am

    على قدر «العمق» فى العلاقة بين المشير عبدالحكيم عامر والرئيس جمال عبدالناصر، إلا أنها لم تخلو من «أزمات»، نذكر منها تلك التى حدثت بينهما مع تـأميم قناة السويس والعدوان الثلاثى على مصر، والانقلاب السورى على الوحدة على مصر أثناء وجود المشير هناك.

    تقدير جمال عبدالناصر للموقف قبل تأميم قناة السويس استبعد استخدام إنجلترا وفرنسا للقوة فى مواجهة الموقف، بينما الولايات المتحدة ستكون «مشغولة» بانتخابات الرئاسة التى كانت تشهدها فى هذه الفترة، بالإضافة إلى استبعاده إسرائيل من المعادلة.

    لذلك، لم يخبر عبدالناصر قائده العام للقوات المسلحة بقرار التأميم، إلا وهما فى القطار متجهين إلى الإسكندرية لإلقاء خطاب المنشية الذى شهد الإعلان عن القرار.

    وكان من المنطقى تبليغ القوات المسلحة بالقرار مبكراً للاستعداد لأى مواجهة محتملة، تأثر عبدالحكيم عامر من هذا الموقف، ولم يكن قد مضى وقت يذكر على توقيع اتفاقية كسر احتكار السلاح مع الاتحاد السوفيتى التى أعلنت فى ٢٧ سبتمبر ١٩٥٥ وإمداد مصر بالأسلحة الروسية عن طريق تشيكوسلوفاكيا، وسفر وفد عسكرى برئاسة العقيد محمد حافظ إسماعيل، مدير مكتب القائد العام، إلى براغ للتفاوض على الأسلحة المطلوبة.

    ولم يمض وقت كاف لوصول الأسلحة الجديدة واستيعاب القوات المسلحة لها والتدريب عليها، فقد تحركت القوات الإسرائيلية نحو قناة السويس بعد ظهر ٢٩ أكتوبر ١٩٥٦، وفى الساعة الرابعة بعد ظهر يوم ٣٠ أكتوبر أرسلت بريطانيا وفرنسا إنذاراً إلى مصر وإسرائيل.. وبدأت الحرب، وتكشفت «المؤامرة الثلاثية».

    وأدرك عبدالحكيم عامر من أعداد الطائرات المغيرة وأنواعها أن إنجلترا وفرنسا اشتركتا فى المعركة، وفى مساء ٣١ أكتوبر فى القيادة العامة بكوبرى القبة، وحضور جمال عبدالناصر وأعضاء مجلس الثورة، شرح عبدالحكيم عامر الموقف، وبين أن إنجلترا وفرنسا مشتركتان فى المؤامرة، واستخدمتا إسرائيل بغرض استدراج القوات المسلحة المصرية إلى سيناء وعزلها شرق القناة والقضاء عليها وتدميرها، غير أن عبدالناصر استبعد فكرة نزول القوات البريطانية والفرنسية فى منطقة القناة.

    وحث عبدالحكيم عامر على دفع قواته داخل سيناء حتى يحرم إسرائيل من تحقيق نصر، فعاد عبدالحكيم عامر ليؤكد أن القوة الجوية المعادية تفوق قوة إسرائيل، ووقع خلاف شديد بين عبدالناصر وعبدالحكيم عامر فى تقدير الموقف.

    وبعد مناقشة أمر الانسحاب تقرر سحب القوات من شرق القناة بعد أن عدل جمال عبدالناصر عن رأيه، ووافق على قرار القائد العام، وبعد أن عرض «عامر» على «عبدالناصر» أن يتولى القيادة بنفسه، وأنه على استعداد أن يعمل تحت قيادته أو يتولاها أحد أعضاء مجلس الثورة وتنفيذ ما يرونه.

    الأزمة الثانية بينهما كانت بسبب قيام الوحدة وفشلها بين مصر وسوريا، ويحكيها عصام دراز، الخبير العسكرى، قائلا: بدأت الوحدة بحضور بعض الضباط السوريين إلى مصر بقيادة عفيف البذرى بهدف إنجازها، وكان لهذه الخطوة خلفية من التفاهم السابق مع الضباط المصريين منذ عام ١٩٥٧ والتهديدات التركية التى تعرضت لها سوريا وقيام قوات مصرية بدعم الجبهة السورية.

    فى البداية أبدى الرئيس جمال عبدالناصر تحفظاً من حماس السوريين كما يشير دراز، غير أنهم أوضحوا أنهم قادمون بتفويض من المجلس العسكرى السورى وأصروا على إتمام الوحدة، وافق عبدالناصر بشرطين أولهما حل الأحزاب فى سوريا وإبعاد الجيش عن السياسة، ووافق أعضاء الوفد فى اليوم التالى ووافق عبدالناصر، ووجد الرئيس السورى شكرى القوتلى أن ما قام به الضباط ينطوى على تجاوز فى حقه، فأسرع فى إتمام الوحدة وحضر إلى القاهرة عام ١٩٥٨ وبرفقته جميع أعضاء الحكومة السورية، واجتمعوا بـ«ناصر» ليصدر عن هذا الإعلان قيام الوحدة وتم تحديد ٢٢ فبراير ليكون يوم استفتاء على الوحدة.

    وحول العراقيل التى وقفت دون استمرار الوحدة يقول دراز، قرار الرئيس جمال عبدالناصر بتطبيق قوانين الإصلاح الزراعى التى عمدت مصر لتطبيقها فى سوريا ومثلت مفاجأة غير متوقعة للشعب السورى، فطبيعة وظروف الشعب السورى كانت مختلفة كلية فى موضوع الملكية الزراعية واستغل خصوم الوحدة هذا القرار لإشعال فتنة، وأشاعوا أن مصر سوف ترسل فلاحيها للاستيلاء على الأراضى الزراعية السورية.

    وبدأت الشائعة تتأكد للسوريين عندما بدأت الحكومة بنزع الملكيات الزراعية الكبيرة ولم توزع الأرض المشاع التى تحيط بعض القرى السورية وظهرت شكاوى عامة من سوء تطبيق القانون وهو أول ما واجهه المشير عبدالحكيم عامر عندما كان مسؤولا عن الإقليم وأمر بتشكيل لجنة وزارية للتحقيق فى شكوى الملاك والإشراف على حسن تطبيق القانون ولكن لم تهدأ الشكاوى.

    ومن الأخطاء التى وقع فيها عبدالناصر إزاء الوحدة، أنه أوكل حكم الإقليم فى البداية للبعثيين مما أثار الشيوعيين والإخوان المسلمين والأحزاب الوطنية، حتى وقع خلاف بين هؤلاء البعثيين وعبدالناصر، استقال على أثره بعض وزراء البعث فى وزارة الوحدة مثل أكرم الحورانى وصلاح البيطار ومصطفى حمرون.

    ويكشف دراز مفاجأة الانقلاب على الوحدة من قبل عبدالحميد السراج الذى كان يمثل ضلعاً أساسياً فى إتمام الوحدة عندما رفض تلويح الملك سعود له بالذهب عندما طلب منه الانقلاب على استفتاء الوحدة.

    استقبل السوريون جمال عبدالناصر فى زيارة جديدة له بفتور شديد فجمع مجلس الوزراء واستوضح الأمر وخلص من اجتماعه بهم إلى أن سوء معاملة أجهزة الأمن السورية للمواطنين بلغت حداً غير محتمل، الأمر الذى جعل عبدالناصر يستفتى المشير عبدالحكيم عامر ليباشر من جديد مهامه فى الإشراف على إدارة الأمور فى سوريا وظل يحاول معالجة الأمور حتى حدث الانفصال.

    ومن أخطاء عبدالناصر التى لا تغتفر إزاء الوحدة، يقول اللواء صلاح نصر، رئيس جهاز المخابرات وقتئذ فى كتابه «عبدالناصر وتجربة الوحدة»: قرار عبدالناصر بإقراره الاشتراكية عام ١٩٦١ كان فى توقيت غير مناسب مما ساعد على تفجير الأمور لغير صالح الوحدة.

    ويضيف: فى ليلة ٢٨ من سبتمبر عام ١٩٦١ قامت بعض الوحدات العسكرية السورية بالتحرك نحو دمشق للانفصال.

    تحركت قوات البادية تحت قيادة حيدر الكزبرى من منطقة الضمير على طريق- دراما- حرستا- دمشق، وكان هدفها استراحة المشير عامر فى نهاية شارع المرج الموصل إلى منطقة المهاجرين لقتله والقضاء على المقاومة.

    تحرك بعد ذلك اللواء الأول المتمركز فى قطنه وهو أقوى لواء فى الجيش مضادة للطائرات وكان على رأس اللواء المقدم مهيب الهندى رئيس أركان اللواء، ويمثل القوة الأساسية لتنفيذ الانفصال ولذا قام عبدالكريم النحلاوى كاتم الأسرار بتركيز عدد كبير من ضباط الانقلاب به، كانت مهمة هذه القوة الإحاطة بمبنى الإذاعة ومبنى الهاتف الآلى، وتأمين بعض مداخل دمشق التى يخشى أن تتحرك منها وحدات معادية للانقلاب.

    أما بالنسبة لباقى قطاعات الجيش، فقد عين النحلاوى ضباطاً موالين له فيها قبل بداية الانقلاب حتى يضمن عدم خروج هذه القطاعات عليه، وبعدها أصدر تعليمات بالقبض على الضباط المصريين الذين كانوا يعملون فى وحدات الجيش السورى للحيلولة دون قيامهم بأى مقاومة، وفى نفس الوقت كان الطيران السورى بقيادة العقيد عصاصة أحد أعوان النحلاوى.

    ولولا القدر لكان المشير عبدالحكيم عامر شهيد الوحدة التى فشلت، فقبل أن تصل الوحدات المتحركة تجاه دمشق كانت شعبة المخابرات العسكرية بقيادة العقيد السورى محمد الإسطنبولى علمت بتحرك وحدات الانقلاب فأخطرت المشير عامر فى استراحته ورؤساء شعب الأركان كى يتوجهون إلى مبنى الأركان، فأعطى أوامره بالاتصال بالوزراء العسكريين لينضموا فى مبنى الأركان.

    وبالفعل وصل الوزراء العسكريون إلى مبنى الأركان فى تمام الساعة الثالثة والنصف صباحاً وفى تمام الساعة الثالثة وخمس وأربعين دقيقة سمع تبادل إطلاق النار فى استراحة المشير، وفى الساعة الرابعة صباحاً وصلت دبابات اللواء الأول السورى المتحرك إلى مبنى الأركان والإذاعة وكان عبدالكريم النحلاوى الذى تخلف عن اجتماع الأركان مصاحباً للدبابات التى أحاطت بمبنى الأركان.

    وفى الفجر، بدأت اتصالات بين المشير وبين الانقلابيين، وقال النحلاوى إن هدفهم بعض الإصلاحات فى الجيش بعد أن ساءت الأمور إلى الحد الذى اقتضى هذا التحرك، ونفى أن يكون هدف الحركة أى غرض آخر أو القيام بعمل انفصالى وطلب النحلاوى مقابلة المشير الذى أمر بداية بسحب دبابات النحلاوى عن مبنى الأركان لإثبات حسن النية، والواقع أن النحلاوى انصاع لهذا الطلب وتراجعت الدبابات إلى أطراف ساحة الأمويين الموجودة أمام مبنى الأركان والتى تبعد عنه بمسافة صغيرة نسبياً.

    وطلب النحلاوى بعض الرهائن ليطمئن إلى عدم غدر المشير عبدالحكيم عامر ومن هؤلاء الرهائن اللواء أنور القاضى والعقيد أحمد زكى مصريان ووافق المشير على تأمين النحلاوى، فأمر اللواء القاضى والعقيد أحمد زكى بالخروج والوقوف مع القوات المتمردة.

    وأكد النحلاوى عندما قابل المشير أن حركته لا تهدف إلى أى أغراض انفصالية وغرضها تحقيق بعض الإصلاحات منها تخفيف عدد الضباط المصريين وطلب النحلاوى من المشير ترحيل بعض الضباط للقاهرة كما اقترح النحلاوى ترحيل بعض الوزراء العسكريين الذين كانوا مجتمعين فى الأركان ورحل الوزراء.

    وكان النحلاوى اتفق مع المشير على صيغة بيان يعلن بعد إتمام عملية الترحيل هذه تنتهى بموجبه حالة العصيان وتعود الأمور إلى طبيعتها وصدر البيان رقم ٩ وأذيع فى إذاعة دمشق.

    والحقيقة أن هذا البيان لم يكن سوى محاولة للمساومة أو المناورة لكسب الوقت وطلب الانفصاليون من المشير عامر قائد عام القوات المسلحة والفريق جمال فيصل قائد الجيش السورى وهما تحت الحراسة أن يصدرا بياناً يؤكد أن الأزمة انتهت، ولكن المشير عامر رفض طلب الانفصاليين كما رفض جمال فيصل أن يعلن أى شىء وأصبحت حياتهما وحياة من معهما معرضة للتضحية والخطر.

    وبعد ترحيل الوزراء بما يقرب من الساعتين قام الانفصاليون بترحيل المشير عبدالحكيم عامر إلى القاهرة فى الساعة الخامسة وعشرين دقيقة مساء وأذاعوا بياناً بذلك بعد أن استقل المشير الطائرة مباشرة عسى أن تقوم إسرائيل باقتناص طائرته كما حدث عام ١٩٥٦ مع طائرة مرافقى المشير. وبعد رحيل عبدالحكيم عامر عن دمشق أحس الانفصاليون بأن الأمور استقرت لهم وبدأوا اتصالاتهم الفورية مع القوى السياسية الانفصالية لتشكيل حكومة تطلب الاعتراف بها تدعيماً لموقف سوريا، وبالفعل تم تشكيل الحكومة الساعة الحادية عشرة مساء يوم ٢٨ من سبتمبر عام ١٩٦١ برئاسة مأمون الكزبرى.

    وفى شهادته عن موقف المشير عبدالحكيم عامر يقول صلاح نصر، من خلال اتصال تليفونى جرى بين المشير وهو محاصر فى مبنى القيادة فى سوريا وعبدالناصر من مكتبه فى القاهرة وبعد أن صدر البيان ٩ قطع الاتصال بين دمشق والقاهرة اتصل عبدالناصر بعبدالحكيم عامر ودار الحديث التالى:

    عبدالناصر: هل وافقت حقاً على إنهاء حالة التمرد وعودة الأمور إلى ما كانت عليه؟

    عبدالحكيم: هناك مفاوضات مع ضباط الانقلاب وقد أمرتهم قبل عمل أى شىء بسحب قواتهم بعيداً عن مبنى الأركان.

    عبدالناصر: أخشى أن تكون خديعة، اطلب منهم أن يعودوا إلى ثكناتهم.

    عامر: إن هذا الاحتمال وارد ولذا عليكم بالتصرف فى حالة انقطاع الاتصال بيننا دون وضع أى اعتبار لشخصى فالمصلحة الوطنية التى تقدرها فوق أى اعتبار.

    ويعلق صلاح نصر على هذه المكالمة التليفونية بقوله: إن هذا الموقف فى مواجهة حركة التمرد ورفضه لكل طلباتهم وهو مهدد بالموت وفوق ذلك ثباته وهدوئه واتزانه لآخر لحظة ويبدو ذلك فى حديثه مع عبدالناصر حيث يطلب من عبدالناصر أن يتخذ أى قرارات مناسبة دون أى اعتبار لحياته الشخصية، وهو عكس ما قيل عن أن عامر سبب فشل الوحدة مع سوريا.
    omar
    omar


    عدد المساهمات : 42
    نقاط : 116
    تاريخ التسجيل : 15/03/2010

    ناصر وعامر ....ايام الحب والكراهية Empty رد: ناصر وعامر ....ايام الحب والكراهية

    مُساهمة من طرف omar الثلاثاء أبريل 06, 2010 6:54 am

    إثر تدافع الأحداث عام ١٩٦٢، بادر المشير عبدالحكيم عامر بتقديم استقالته للرئيس عبدالناصر.

    ويمكن قراءة الأجواء بوضوح من ثنايا تلك الاستقالة والوقوف على دوافعها، فهى تعد مراجعة لحصاد الثورة من الداخل منذ لحظة نجاحها مرورا على محطات تأزم العلاقة بين الرفيقين وصولا لوفاة المشير.

    وفى الاستقالة يقول المشير لـ«ناصر»: «عزيزى الرئيس جمال عبدالناصر.. بعد السلام عليكم ورحمة الله:

    أرى أن الواجب وأيضا الوفاء يقتضيان أن أكتب إليك معبرا عن رأى مخلص رغم الأحداث الأخيرة فبعد عشر سنوات من الثورة وبعد أكثر من عشرين سنة بينى وبينك لا يمكننى أن أتركك وأعتزل الحياة العامة دون أن أبوح لك بما فى نفسى كعادتى دائما.

    وقد وجدت فى الفترة الأخيرة أن الأسلوب الغالب هو المناورات السياسية ونوع من التكتيك الحزبى فضلا على ما لا أعلمه من أساليب الدس السياسى الذى قد أكون مخطئا فى تصوره ولو أن الحوادث كلها والمنطق تدل على ذلك والنتيجة التى وصلنا إليها خير دليل على هذا الشعور، فقد استطاع هذا الأسلوب أن يتغلب على ما كنت أعتقده مستحيلا وهو تحطيم صداقتنا مما نتج عن ذلك من أحداث لا داعى لسردها فكلها لا تتفق مع المصلحة العامة فى شىء.

    المهم فى الموضوع أننى لا أستطيع بأى حال أن أجارى هذا الأسلوب السياسى لأنى لو فعلت لتنازلت عن أخلاقى، وأنا غير مستعد لذلك بعد أن انتهى نصف عمرى، وما أريد أن أحدثك عنه بخصوص نظام الحكم فى المستقبل، فإننى أعتقد أن التنظيم السياسى القادم ليكون مثمرا وناجحاً يجب أن يبنى على الانتخابات من القاعدة إلى القمة بما فى ذلك اللجنة العليا للاتحاد بما فى ذلك اللجنة التنفيذية العليا، وإن تمت اللجان العليا دون انتخابات حقيقية فسيكون ذلك نقطة ضعف كبرى فى التنظيم الديمقراطى للاتحاد، وأن ما يجب أن نسعى إليه الآن هو تدعيم الروح الديمقراطية خصوصا بعد عشر سنوات من الثورة.

    وإننى لا أتصور بعد كل هذه الفترة وبعد أن صفى الإقطاع ورأس المال المستغل وبعد أن منحتك الجماهير ثقتها دون تحفظ أن هناك ما نخشاه من ممارسة ديمقراطية بالروح التى كتب بها الميثاق، خصوصا أن الملكيات الفردية الباقية والقطاع الخاص لا يشكلان أى خطر على نظام الدولة، كما أنه ليس هناك ما يمنع إطلاقا من أن تنسجم هذه القطاعات مع النظام الاشتراكى، كذلك الأمر بالنسبة للصحافة فيجب أن تكون هناك ضمانات تمكن الناس من كتابة آرائهم وكذلك تمكن رؤساء التحرير والمحررين من الكتابة دون خوف أو تحفظ،

    وقد تكون هذه الضمانات عن طريق اللجنة التنفيذية العليا مثلا أو أى نظام آخر يكفل عدم الخوف من الكتابة وتوهم الكاتب أنه سيطارد أو يقطع رزقه، خصوصا أن الآراء التى ستعالج لن تخرج عن مشاكل الناس والمسائل التنفيذية وبعض المناقشات فى التطبيق الاشتراكى وفى هذا فائدة كبيرة.

    دعنى وأنا أودعك أحدثك أيضا عن الحكومة ورأيى فيها.. قبل كل شىء لا يمكن أن تسير أى حكومة فى طريقها الطبيعى وهو الحكم السليم إذا كان نظام الحكم فى حد ذاته ممسوخا مشوها، فيجب أولا أن نستفيد بتجارب العالم وحكوماته التى عاشت مئات السنين مستقرة منتظمة دون حاجة لتغييرات شاملة كل فترة قصيرة من الزمن، ففى رأيى أن النظام الطبيعى للحكم يكون كالآتى: إما حكومة رئاسية ويرأس الوزارة فيها رئيس الجمهورية ويكون مسؤولا أمام البرلمان مسؤولية جماعية مع وزارته، ودون الدخول فى تفاصيل يمكن أن يكون هناك نائب للرئيس ويجب أن تكون أنت رئيس الدولة ورئيس الحكومة أو حكومة برلمانية يرأسها رئيس الجمهورية ويكون رئيس الاتحاد الاشتراكى هو رئيس الوزراء أو ربما لا يكون رئيس الوزراء رئيسا للاتحاد الاشتراكى ولا أريد أن أدخل أيضا فى التفاصيل ولكن تكون، أيضا، مسؤولية الوزارة جماعية أمام البرلمان كما ورد فى الميثاق.

    على كل حال وجودك فى النظام أو الأصح على رأسه ضرورة وطنية وأنا لا أقول ذلك مجاملة، فهناك كثيرون مستعدون للمجاملة أو الموافقة على رأيكم بمجرد إبدائه، ولكن أعتقد أن أى تصرف غير ذلك سيكون بداية لنهاية لا يمكن معرفة مداها.

    دعنى أيضا قبل أن أودعك أقل لك إن اختلاطك الشخصى بالناس ضرورى فأنت تعطى الثقة المتبادلة وتعطى إحساسات متبادلة وتعطى أفكارا أيضا متبادلة وهذا هو الطريق الطبيعى للارتباط بأفراد شعبنا»، ليكن فراقنا بمعروف كما كانت عشرتنا بمعروف، وأسأل الله أن تتم حياتنا بشرف وكرامة كما بدأناها».

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 3:27 am