العلاقة بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والمشير الراحل أيضاً عبدالحكيم عامر، ستظل من العلاقات المثيرة للجدل، فعامر كان الرجل الثانى فى ثورة ٢٣ يوليو، ودوره كان من أهم الأدوار، فقد كان محركاً ودافعاً لحلم الثورة نظرياً وعملياً، ولولاه ما اكتمل الهدف منها، ورغم أنه كان هناك تباين واضح بين شخصيتى ناصر وعامر إلا أن هدفاً واحداً كان يجمعهما، وهو التغيير.
وهذه العلاقة التى امتدت إلى المصاهرة، مرت بمنعطفات كثيرة وحرجة وصلت إلى حد الصدام، ومن هذه المحطات، فشل مشروع الوحدة مع سوريا، وحرب اليمن والعدوان الثلاثى، ونكسة يونيو ١٩٦٧، التى قطعت ما تبقى من أواصر هذه العلاقة، وأسدلت الستار على آخر ما تبقى منها، لينتهى الأمر باختفاء عامر من المشهد السياسى، مخلفاً سؤالاً واحداً هو: هل انتحر أم نحر؟..
وبين حين وآخر يعاود هذا السؤال فرض نفسه، وتظل القضية محط اهتمام الكثيرين، ونحن هنا لا نقف فى جانب ضد الجانب الآخر، وإنما نعيد قراءة أوراق هذا الملف، الذى يقدم قراءة شاملة فى علاقة ناصر وعامر من الثورة إلى النكسة
المشير القائد العسكرى للثورة وضحية النكسة
امتلك عبدالحكيم عامر كاريزما خاصة أهلته لأن ينفذ إلى قلب وعقل الرئيس عبدالناصر فأصبح الأقرب إليه، امتلك عامر روح الثورة، وكان بين الطلبة الذين حركوا المظاهرات للمطالبة بإلغاء دستور ١٩٣٠ وعودة دستور ١٩٢٣، كان وقتها طالبا فى السنة النهائية بمدرسة المنيا الثانوية،
ومن أشهر الكتب التى تناولت حياة المشير عبدالحكيم عامر وعلاقته بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر كتاب «حياة المشير عبدالحكيم عامر» الصادر عن دار الخيال، وجاء فيه: «أن حكيم ولد فى قرية أسطال بالمنيا فى منتصف الطريق بين القاهرة وبنى مر مسقط رأس عبدالناصر، ما جعل البعض يشير إلى أن جذوره تمتد إلى جذور أعمق من ناصر فى تربة الوجه القبلى، وكان والده من أثرياء القرية ويمتلك حوالى ٥٠٠ فدان خصص ثلثى إيرادها لابنه للظهور بمظهر جيد بين أقرانه الضباط وكان عمه الحاج بكرى يأتى إلى القاهرة كل شهر حاملاً معه كيسا من القماش به النقود الخاصة به.
ورغم أن عبدالناصر وعبدالحكيم كانا مختلفين فى العديد من النواحى، حيث كان الأول شديد التحفظ هادئ الأعصاب، بينما كان حكيم شديد الاندفاع وسريع الغضب، فإنهما تلازما منذ تعارفا كضابطين فى بداية الخدمة العسكرية وامتدت العلاقة إلى النواحى الإنسانية حتى نجحا فى قيادة الضباط الأحرار لتحقيق حلم التحرر بقيام ثورة يوليو ١٩٥٢ ومن بعدها يصير الأول رئيساً للجمهورية والثانى نائبا له وقائدا للقوات المسلحة، واشتهر عنه أنه كان على قدر كبير من الجرأة والشهامة ويقف مع إخوانه فى المواقف الصعبة، وتمضى المسيرة ما بين شد وجذب حتى يسدل الستار ليفترق الصديقان بغياب المشير عن مسرح الحياة إثر وفاة غامضة.
ومن المؤكد أن هذه الصفات ساعدت المشير فى تجميع الضباط من حوله وجعلته محبوباً بينهم ويحظى بمكانة خاصة فى قلوبهم.وكان المشير مقلاً فى أحاديثه الصحفية، ولم يكن يميل إلى الصحافة وأضوائها، وهناك تحقيق صحفى نشرته مجلة «آخر ساعة» فى ١٢ مايو ١٩٥٤ للكاتبة إيزيس فهمى تحت عنوان مواقف من ليلة ٢٣ يوليو وتضمن حواراً معه تحت عنوان «كيف لعب القدر دوره فى حياة القائد العام للقوات المسلحة فانتقل من كلية الزراعة إلى الكلية الحربية» «وتعرف خلال الدراسة بالكلية الحربية بالرئيس عبدالناصر،
وعن ذلك يقول الصحفى السويسرى جورج فوشيه فى كتابه «جمال عبدالناصر وصحبه»: «دخل جمال عبدالناصر الكلية الحربية لأول مرة فى ١٧ مارس ١٩٣٧مع الدفعة الثانية للضباط المستجدين، وأظهر من الكفاءة العسكرية ما يؤهله لأن ينقل إلى القسم النهائى وأن يصبح رئيس فريق، وأسندت إليه منذ أوائل سنة ١٩٣٨ مهمة تأهيل الطلاب المستجدين وكان عبدالحكيم عامر من بين الطلاب الذين استجدوا، وكان جمال مسؤولا عن تأهيله عسكرياً مع المستجدين وتوثقت عرى الصداقة بينهما، وكانا شغوفين بالمطالعة،
وبعد التخرج تم تعيين عبدالحكيم فى «باتانيا» بالقرب من الإسكندرية، وهناك يتم أول لقاء بينه وبين عبدالناصر بعد أن أصبحا ضابطين، وينقل عبدالحكيم إلى السودان ليلتقى بعبدالناصر مرة ثانية وتتوطد الصداقة بينهما بعد أن ينقلا إلى منطقة جبل الأولياء حيث كانا الضابطين الوحيدين هناك، ولهما حجرتان متجاورتان يأكلان معا ويصيدان الطيور معا ويتقاسمان الكتب والصحف.
ويصف الكاتب الصحفى الإنجليزى ويلتون وين، عبدالحكيم عامر بأنه ذو عقلية سياسية وكان حجر الزاوية فى تنظيم الضباط الأحرار، حيث جند أكبر عدد من الضباط الأحرار، وهو من أتى بمحمد نجيب ورشحه «ومما يؤيده ذلك ما ذكره صلاح نصر فى مذكراته الصادرة عن دار الخيال الجزء الأول حيث يقول «كنت أرتبط بعلاقة متينة مع عبدالحكيم عامر منذ عام ١٩٣٨ أثناء دراستنا فى الكلية الحربية، إذ كان مسؤول الصف الذى ضممت إليه عند الالتحاق بالكلية الحربية وفى لقاء من لقاءاتى المتعددة فاتحنى فى الانضمام إلى تنظيم الضباط الأحرار فوافقت بحماس «وكان حكيم هو من عرف عبدالناصر بصلاح نصر،
ويذكر صلاح نصر فى مذكراته أن عبدالناصر كان هو العقل المدبر للتنظيم بينما، كان عبدالحكيم عامر هو الدينامو أو المحرك لنشاطه، وكانت البداية على أرض فلسطين عام ١٩٤٨ أثناء الحرب، حيث كان عامر أركان حرب للواء الذى يقوده محمد نجيب، وقال عنه إنه وجده ضابطاً ذكياً ودقيقا وكان أقربهم إلى قلبه».
وجاء فى مذكرات صلاح نصر: «كان اللواء محمد نجيب يحب عبدالحكيم عامر حباً كبيراً وكان يتباهى به فى كل مكان ويقول: «لو فتحوا قلبى لوجدوا فيه صورة عبدالحكيم عامر»، وعن دوره فى الثورة يقول عبدالحكيم عامر فى كتاب صدر بمناسبة العيد الثالث للثورة ومؤلفه الكاتب الراحل أنور الجندى: «وجاء كلامه لعبدالناصر بعد قرار الملك إغلاق نادى الضباط: «مفيش حل إلا أن الثورة تتعمل»، فرد عليه عبدالناصر: «أنا فعلا وصلت إلى هذا القرار»،
ويتابع حكيم: «تصافحنا وأصبحنا منذ هذه اللحظة داخل خط النار لا خارجه كما كنا منذ دقائق ووجدنا أنفسنا فى المعمعة نجد ونكد ونسهر وننام- إن نمنا- بعين واحدة والأخرى تراقب الاحتمالات والمفاجآت التى تحملها لنا الليالى»، ويقول فى موضع آخر: «قمت بالإعداد والتنظيم والاتصال ووضعت أكثر من خطة على أساس تقديرين لا ثالث لهما إما أن نقوم بعمل كامل لتنفيذ الحركة- يقصد الثورة- وإما أن يقسم الضباط أنفسهم إلى ٣ تيم «فرق» بأسلحة كاملة من الجيش وفى ساعة الصفر تخرج هذه الجماعات وتخلص البلد من السياسيين الخونة وعملائهم وتنظف البلد تنظيفا شاملا.
وتلقى إيزيس فهمى فى تحقيقها المنشور فى مجلة آخر ساعة فى ١٢ مايو ١٩٥٤، الضوء على الدور الذى قام به المشير ليلة الثورة: «فى الساعة الحادية عشرة من تلك الليلة كان عبدالحكيم عامر مع جمال عبدالناصر وذهبا سوياً فى سيارته الصغيرة «الأوستن» للقيام بجولة استكشافية فى منطقة المعسكرات ومقر قيادة الجيش لاستطلاع الأمور، وبينما هما فى طريقهما للعباسية شاهد عبدالحكيم الأضواء تسطع فى مبنى القيادة فعلم على الفور أن رئيس هيئة أركان حرب الجيش وضباطه يعملون فى مكاتبهم، ويروى المشير القصة بلسانه فيقول: «دخلنا مقر الجيش وألقينا القبض على الفريق حسين فريد واثنين من اللواءات كانا معه وكان هؤلاء الثلاثة هم من وجدناهم فى القيادة لأن بقية الضباط إما كانوا فى طريقهم للقيادة أو كانوا لا يزالون فى بيوتهم.
ويقول السادات فى شهادته عن دور عبدالحكيم عامر فى الثورة: «هو عامر الذى قاد الجنود ثم تقدمهم واقتحم بهم المبنى، وهو يحمل طبنجته، تماما، وتسبب اختيار عبدالحكيم عامر لقيادة القوات المسلحة بعد الثورة، وترقيته ٣ رتب مرة واحدة، من رتبة الصاغ، إلى رتبة اللواء ليتمكن من القيام بمهامه، فى استياء بين قيادات بالجيش وأعضاء مجلس قيادة الثورة وأبدى عدد منهم اعتراضه على ذلك، وبدا الإعراب عن عدم الرضا باستقالة حسن محمود قائد سلاح الطيران الذى أكد انه يحترم عبدالحكيم عامر لكنه يستقيل لأنه يعتبر أن رتبة اللواء رتبة محترمة، وأنه لا يجوز التلاعب بالرتب العسكرية والقفز عبرها بهذه السهولة»
ويذكر خالد محيى الدين فى مذكراته التى نشرت بعنوان «والآن أتكلم»: «كان اختيار عبدالحكيم قائدا للجيش مثاراً لمعركة صامتة بين الزملاء فى مجلس الثورة، فبغدادى اعتبرها مناورة من عبدالناصر لتعزيز نفوذه الشخصى فى مواجهتنا جميعا، فعامر صديقه الحميم ولابد أنهما معاً يستقويان ببعضهما البعض ضد الجميع وربما كان هذا ما حدث فعلا فيما بعد.
ويدافع الراحل أمين هويدى وزير الحربية الأسبق عن اختيار عبدالحكيم لقيادة الجيش بقوله: «كان هذا الإجراء يتفق وطبيعة الأشياء فالثورة- أى ثورة- لها الحق فى تأمين نفسها خاصة فى القوات المسلحة التى يمكن أن تتجه إليها جهود الثورة المضادة إذا فكرت فى استعادة السلطة، والمشير عامر كان أهلا للقيام بهذا الواجب فشخصيته تتميز بالتسامح والرقة والإنسانية وكانت علاقاته الخاصة ترجح انضباطه الذى من المحتم أن يكون صفة مميزة لمن يتولى قيادة رفيعة كتلك التى كان يتولاها» ويذهب نور الدين طراف رئيس الوزراء الأسبق للقول:
«كان عبدالناصر هو صاحب اقتراح تعيين عبدالحكيم عامر قائداً للقوات المسلحة وترقيته من صاغ الى لواء لا لكفاءة وقدرات خاصة يتمتع بها دون باقى أعضاء مجلس قيادة الثورة، لكن للثقة الكبيرة التى تميز علاقتهما، فعبدالناصر أراد أن يضمن ولاء الجيش له ببقاء عامر على رأسه»، وقالت جريدة المصرى عنه: «المعروف أن اللواء عبدالحكيم عامر كان عضو مجلس قيادة الثورة المختص بشؤون الجيش وهو يمثل فى الوقت نفسه مركزا ممتازاً فى قلوب إخوانه من مختلف ضباط الجيش، «وكشف صلاح سالم فى خطابه سر ترقية عبدالحكيم عامر بقوله: «من يوم أن قامت الثورة وعبدالحكيم من بين حفنة الرجال الذين قادوا هذا البلد من الظلام إلى النور وقضوا على كل قوة فى الدولة وتركزت فى أيديهم وآلوا على أنفسهم أن يصلوا بالبلاد إلى أهدافها..
والموضوع ليس موضوع رتبة أو ترقية من صاغ إلى لواء فهؤلاء لا تشرفهم الرتب.. الموضوع أبعد من هذا بكثير هو أن تستمر الثورة القوية، ويواصل صلاح سالم حديثه عن حكيم فى لقاء جماهيرى قائلاً: «عبدالحكيم عامر هو الذى كافح ١٥ عاماً ضابطا فى الجيش وقدم رأسه أكثر من مرة ووهب روحه وجسمه من أجلكم ومن أجل البلاد واستمر ١٠ سنوات يترك منزله وأولاده ويجتمع ليلاً ونهارا فى الجمعيات السرية وكان يعرض نفسه للموت والهلاك فى عصور الظلام ليضع الخطط ويجمع الأفراد ليشترك فى رفع الكابوس عن صدر ٢٢ مليوناً، وكان يمكن أن يقتل أو يسجن أو يشنق دون محاكمة كما تعلمون.. هو الذى حارب فى فلسطين وكلكم سمعتم عنه أنه تقدم الصفوف،
وكان يحارب كجندى ونجح وكان ثانى نجاح نالته القوات المصرية على يديه، وعندما استشعرت مجلة التحرير حجم الترقية الاستثنائية نشرت عنواناً فى برواز» ترقية للأبطال «تسرد فيه نماذج مماثلة لترقيات عسكرية تمت فى دول أخرى وجاء فيه: «عندما أعلنت الحرب العالمية الثانية كان ايزنهاور يحمل رتبة البكباشى ولم تمض ٣ سنوات حتى تولى أضخم «ارمادا» ضمن قوات الحلفاء التى غزت شمال أفريقيا وبعد ٣ سنوات أخرى منح أضخم رتبة فى الوجود وهى رتبة «جنرال أوف ذى إير» وهى أعلى من «فيلد مارشال»
وتخطى بذلك كل زملائه بسرعة ليس لها نظير» وكان جورنج يحمل رتبة يوزباشى احتياط بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وما كاد هتلر يستولى على السلطة حتى عينه قائدا عاما لقوات الطيران برتبة فيلد مارشال وخلال الحرب العالمية الثانية رقى الطيار الالمانى جلندت من رتبة صاغ إلى جنرال لكفاءته الممتازة خلال سنتين ورقى الفيلد مارشال فون وايخناو والجنرال هاينز جورديان خبير المفرقعات الألمانى المعروف والفيلد مارشال ادوين روميل استثنائيا وتخطوا زملاءهم للظروف التى كانت تمر بها بلادهم.
ويقول أحمد حمروش «كان وصول عبدالحكيم إلى مركز القيادة العامة للقوات المسلحة نقطة تحول مهمة فى سيطرة أعضاء مجلس القيادة على الجيش بصورة عامة وسيطرة جمال عبدالناصر على أعضاء مجلس قيادة الثورة بصورة خاصة فكان تعيينه نهاية اتصال أعضاء المجلس بالضباط زملائهم فى مختلف الأسلحة، واستقر الأمر على ذلك بدعوى الحرص على الانضباط العسكرى، بينما هو فى حقيقته انتهى إلى عزلة هذه المجموعة من الضباط فلم يعودوا قادرين على تحريك قواتهم السابقة أو مناقشة أمورهم بصفة قانونية.
وتواصلت العلاقة بين عبدالحكيم وعبدالناصر كصديقين ومسؤولين عن الحكم حتى بدأت تعترضها القلاقل خاصة أن قوة العلاقة كانت فى كثير من الأحيان تدعو حكيم للتعامل بندية مع الرئيس ما تسبب فى وجود خلافات. واستمرت الخلافات بين عبدالناصر وعامر خلال فترة الوحدة مع سوريا نتيجة لأسلوب عبدالحميد السراج الذى كان يسىء للوحدة بما كان يرتكبه من تعذيب وقتل باسم جمال عبدالناصر ووصلت الخلافات ذروتها بعد الانفصال وعقب تشكيل مجلس الرئاسة الذى كان الهدف منه الحد من الانفراد بالسلطة، وتشكيل قيادة جماعية، وعرض مشروع قرار عليه بأن يكون تعيين قيادات الجيش حتى مستوى الكتائب وضباط الشرطة لمستوى مأمورى الأقسام من سلطات مجلس الرئاسة وهو ما عارضه عبدالحكيم ومعه ٥ آخرون من أعضاء المجلس.
يقول محمد حافظ إسماعيل إن عبدالحكيم عرض استقالته فور انسحاب القوات البريطانية والفرنسية، إلا أن الرئيس عبدالناصر استطاع أن يتجاوز أزمة الثقة، وأن يسوى الخلاف بينهما ويؤكد البعض أن عبدالناصر كان ضعيفاً أمام رغبات المشير وأحلامه، وكان متسامحا معه بعكس علاقته مع الآخرين التى كانت تشوبها القسوة التى تصل أحياناً إلى حد الإقالة والاعتقال، كما حدث مع كمال الدين حسين. ويقول الصحفى الراحل حلمى سلام الذى كان أكثر المقربين من المشير: «لقد كان عبدالحكيم عامر نموذجا فريدا من نماذج الشهامة والوفاء وربما كان أفدح أخطائه فى حق نفسه أنه كان يصر على أن يظل وفياً حتى لمن تكشف له الأيام عن أنهم لا يستحقون الوفاء.
وكان نفوذ عبدالحكيم قد أصبح محسوسا للجماهير وعلى ضوء هذا النفوذ كان يمارس على عبدالناصر بعض الاختبارات من وقت لآخر، ولعل أقسى ما واجهه عبدالناصر من صديق عمره عندما فوجئ بالمشير يترك له استقالته ويختفى فى مرسى مطروح، لكن عبدالناصر استطاع أن يحتوى الأزمة وعاد المشير ليزداد قوة ونفوذاً، حتى إنه قال بعد النكسة: «إن الطفل المدلل أصبحت له أنياب وأظافر ولم يعد عبدالحكيم القديم».
وهذه العلاقة التى امتدت إلى المصاهرة، مرت بمنعطفات كثيرة وحرجة وصلت إلى حد الصدام، ومن هذه المحطات، فشل مشروع الوحدة مع سوريا، وحرب اليمن والعدوان الثلاثى، ونكسة يونيو ١٩٦٧، التى قطعت ما تبقى من أواصر هذه العلاقة، وأسدلت الستار على آخر ما تبقى منها، لينتهى الأمر باختفاء عامر من المشهد السياسى، مخلفاً سؤالاً واحداً هو: هل انتحر أم نحر؟..
وبين حين وآخر يعاود هذا السؤال فرض نفسه، وتظل القضية محط اهتمام الكثيرين، ونحن هنا لا نقف فى جانب ضد الجانب الآخر، وإنما نعيد قراءة أوراق هذا الملف، الذى يقدم قراءة شاملة فى علاقة ناصر وعامر من الثورة إلى النكسة
المشير القائد العسكرى للثورة وضحية النكسة
امتلك عبدالحكيم عامر كاريزما خاصة أهلته لأن ينفذ إلى قلب وعقل الرئيس عبدالناصر فأصبح الأقرب إليه، امتلك عامر روح الثورة، وكان بين الطلبة الذين حركوا المظاهرات للمطالبة بإلغاء دستور ١٩٣٠ وعودة دستور ١٩٢٣، كان وقتها طالبا فى السنة النهائية بمدرسة المنيا الثانوية،
ومن أشهر الكتب التى تناولت حياة المشير عبدالحكيم عامر وعلاقته بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر كتاب «حياة المشير عبدالحكيم عامر» الصادر عن دار الخيال، وجاء فيه: «أن حكيم ولد فى قرية أسطال بالمنيا فى منتصف الطريق بين القاهرة وبنى مر مسقط رأس عبدالناصر، ما جعل البعض يشير إلى أن جذوره تمتد إلى جذور أعمق من ناصر فى تربة الوجه القبلى، وكان والده من أثرياء القرية ويمتلك حوالى ٥٠٠ فدان خصص ثلثى إيرادها لابنه للظهور بمظهر جيد بين أقرانه الضباط وكان عمه الحاج بكرى يأتى إلى القاهرة كل شهر حاملاً معه كيسا من القماش به النقود الخاصة به.
ورغم أن عبدالناصر وعبدالحكيم كانا مختلفين فى العديد من النواحى، حيث كان الأول شديد التحفظ هادئ الأعصاب، بينما كان حكيم شديد الاندفاع وسريع الغضب، فإنهما تلازما منذ تعارفا كضابطين فى بداية الخدمة العسكرية وامتدت العلاقة إلى النواحى الإنسانية حتى نجحا فى قيادة الضباط الأحرار لتحقيق حلم التحرر بقيام ثورة يوليو ١٩٥٢ ومن بعدها يصير الأول رئيساً للجمهورية والثانى نائبا له وقائدا للقوات المسلحة، واشتهر عنه أنه كان على قدر كبير من الجرأة والشهامة ويقف مع إخوانه فى المواقف الصعبة، وتمضى المسيرة ما بين شد وجذب حتى يسدل الستار ليفترق الصديقان بغياب المشير عن مسرح الحياة إثر وفاة غامضة.
ومن المؤكد أن هذه الصفات ساعدت المشير فى تجميع الضباط من حوله وجعلته محبوباً بينهم ويحظى بمكانة خاصة فى قلوبهم.وكان المشير مقلاً فى أحاديثه الصحفية، ولم يكن يميل إلى الصحافة وأضوائها، وهناك تحقيق صحفى نشرته مجلة «آخر ساعة» فى ١٢ مايو ١٩٥٤ للكاتبة إيزيس فهمى تحت عنوان مواقف من ليلة ٢٣ يوليو وتضمن حواراً معه تحت عنوان «كيف لعب القدر دوره فى حياة القائد العام للقوات المسلحة فانتقل من كلية الزراعة إلى الكلية الحربية» «وتعرف خلال الدراسة بالكلية الحربية بالرئيس عبدالناصر،
وعن ذلك يقول الصحفى السويسرى جورج فوشيه فى كتابه «جمال عبدالناصر وصحبه»: «دخل جمال عبدالناصر الكلية الحربية لأول مرة فى ١٧ مارس ١٩٣٧مع الدفعة الثانية للضباط المستجدين، وأظهر من الكفاءة العسكرية ما يؤهله لأن ينقل إلى القسم النهائى وأن يصبح رئيس فريق، وأسندت إليه منذ أوائل سنة ١٩٣٨ مهمة تأهيل الطلاب المستجدين وكان عبدالحكيم عامر من بين الطلاب الذين استجدوا، وكان جمال مسؤولا عن تأهيله عسكرياً مع المستجدين وتوثقت عرى الصداقة بينهما، وكانا شغوفين بالمطالعة،
وبعد التخرج تم تعيين عبدالحكيم فى «باتانيا» بالقرب من الإسكندرية، وهناك يتم أول لقاء بينه وبين عبدالناصر بعد أن أصبحا ضابطين، وينقل عبدالحكيم إلى السودان ليلتقى بعبدالناصر مرة ثانية وتتوطد الصداقة بينهما بعد أن ينقلا إلى منطقة جبل الأولياء حيث كانا الضابطين الوحيدين هناك، ولهما حجرتان متجاورتان يأكلان معا ويصيدان الطيور معا ويتقاسمان الكتب والصحف.
ويصف الكاتب الصحفى الإنجليزى ويلتون وين، عبدالحكيم عامر بأنه ذو عقلية سياسية وكان حجر الزاوية فى تنظيم الضباط الأحرار، حيث جند أكبر عدد من الضباط الأحرار، وهو من أتى بمحمد نجيب ورشحه «ومما يؤيده ذلك ما ذكره صلاح نصر فى مذكراته الصادرة عن دار الخيال الجزء الأول حيث يقول «كنت أرتبط بعلاقة متينة مع عبدالحكيم عامر منذ عام ١٩٣٨ أثناء دراستنا فى الكلية الحربية، إذ كان مسؤول الصف الذى ضممت إليه عند الالتحاق بالكلية الحربية وفى لقاء من لقاءاتى المتعددة فاتحنى فى الانضمام إلى تنظيم الضباط الأحرار فوافقت بحماس «وكان حكيم هو من عرف عبدالناصر بصلاح نصر،
ويذكر صلاح نصر فى مذكراته أن عبدالناصر كان هو العقل المدبر للتنظيم بينما، كان عبدالحكيم عامر هو الدينامو أو المحرك لنشاطه، وكانت البداية على أرض فلسطين عام ١٩٤٨ أثناء الحرب، حيث كان عامر أركان حرب للواء الذى يقوده محمد نجيب، وقال عنه إنه وجده ضابطاً ذكياً ودقيقا وكان أقربهم إلى قلبه».
وجاء فى مذكرات صلاح نصر: «كان اللواء محمد نجيب يحب عبدالحكيم عامر حباً كبيراً وكان يتباهى به فى كل مكان ويقول: «لو فتحوا قلبى لوجدوا فيه صورة عبدالحكيم عامر»، وعن دوره فى الثورة يقول عبدالحكيم عامر فى كتاب صدر بمناسبة العيد الثالث للثورة ومؤلفه الكاتب الراحل أنور الجندى: «وجاء كلامه لعبدالناصر بعد قرار الملك إغلاق نادى الضباط: «مفيش حل إلا أن الثورة تتعمل»، فرد عليه عبدالناصر: «أنا فعلا وصلت إلى هذا القرار»،
ويتابع حكيم: «تصافحنا وأصبحنا منذ هذه اللحظة داخل خط النار لا خارجه كما كنا منذ دقائق ووجدنا أنفسنا فى المعمعة نجد ونكد ونسهر وننام- إن نمنا- بعين واحدة والأخرى تراقب الاحتمالات والمفاجآت التى تحملها لنا الليالى»، ويقول فى موضع آخر: «قمت بالإعداد والتنظيم والاتصال ووضعت أكثر من خطة على أساس تقديرين لا ثالث لهما إما أن نقوم بعمل كامل لتنفيذ الحركة- يقصد الثورة- وإما أن يقسم الضباط أنفسهم إلى ٣ تيم «فرق» بأسلحة كاملة من الجيش وفى ساعة الصفر تخرج هذه الجماعات وتخلص البلد من السياسيين الخونة وعملائهم وتنظف البلد تنظيفا شاملا.
وتلقى إيزيس فهمى فى تحقيقها المنشور فى مجلة آخر ساعة فى ١٢ مايو ١٩٥٤، الضوء على الدور الذى قام به المشير ليلة الثورة: «فى الساعة الحادية عشرة من تلك الليلة كان عبدالحكيم عامر مع جمال عبدالناصر وذهبا سوياً فى سيارته الصغيرة «الأوستن» للقيام بجولة استكشافية فى منطقة المعسكرات ومقر قيادة الجيش لاستطلاع الأمور، وبينما هما فى طريقهما للعباسية شاهد عبدالحكيم الأضواء تسطع فى مبنى القيادة فعلم على الفور أن رئيس هيئة أركان حرب الجيش وضباطه يعملون فى مكاتبهم، ويروى المشير القصة بلسانه فيقول: «دخلنا مقر الجيش وألقينا القبض على الفريق حسين فريد واثنين من اللواءات كانا معه وكان هؤلاء الثلاثة هم من وجدناهم فى القيادة لأن بقية الضباط إما كانوا فى طريقهم للقيادة أو كانوا لا يزالون فى بيوتهم.
ويقول السادات فى شهادته عن دور عبدالحكيم عامر فى الثورة: «هو عامر الذى قاد الجنود ثم تقدمهم واقتحم بهم المبنى، وهو يحمل طبنجته، تماما، وتسبب اختيار عبدالحكيم عامر لقيادة القوات المسلحة بعد الثورة، وترقيته ٣ رتب مرة واحدة، من رتبة الصاغ، إلى رتبة اللواء ليتمكن من القيام بمهامه، فى استياء بين قيادات بالجيش وأعضاء مجلس قيادة الثورة وأبدى عدد منهم اعتراضه على ذلك، وبدا الإعراب عن عدم الرضا باستقالة حسن محمود قائد سلاح الطيران الذى أكد انه يحترم عبدالحكيم عامر لكنه يستقيل لأنه يعتبر أن رتبة اللواء رتبة محترمة، وأنه لا يجوز التلاعب بالرتب العسكرية والقفز عبرها بهذه السهولة»
ويذكر خالد محيى الدين فى مذكراته التى نشرت بعنوان «والآن أتكلم»: «كان اختيار عبدالحكيم قائدا للجيش مثاراً لمعركة صامتة بين الزملاء فى مجلس الثورة، فبغدادى اعتبرها مناورة من عبدالناصر لتعزيز نفوذه الشخصى فى مواجهتنا جميعا، فعامر صديقه الحميم ولابد أنهما معاً يستقويان ببعضهما البعض ضد الجميع وربما كان هذا ما حدث فعلا فيما بعد.
ويدافع الراحل أمين هويدى وزير الحربية الأسبق عن اختيار عبدالحكيم لقيادة الجيش بقوله: «كان هذا الإجراء يتفق وطبيعة الأشياء فالثورة- أى ثورة- لها الحق فى تأمين نفسها خاصة فى القوات المسلحة التى يمكن أن تتجه إليها جهود الثورة المضادة إذا فكرت فى استعادة السلطة، والمشير عامر كان أهلا للقيام بهذا الواجب فشخصيته تتميز بالتسامح والرقة والإنسانية وكانت علاقاته الخاصة ترجح انضباطه الذى من المحتم أن يكون صفة مميزة لمن يتولى قيادة رفيعة كتلك التى كان يتولاها» ويذهب نور الدين طراف رئيس الوزراء الأسبق للقول:
«كان عبدالناصر هو صاحب اقتراح تعيين عبدالحكيم عامر قائداً للقوات المسلحة وترقيته من صاغ الى لواء لا لكفاءة وقدرات خاصة يتمتع بها دون باقى أعضاء مجلس قيادة الثورة، لكن للثقة الكبيرة التى تميز علاقتهما، فعبدالناصر أراد أن يضمن ولاء الجيش له ببقاء عامر على رأسه»، وقالت جريدة المصرى عنه: «المعروف أن اللواء عبدالحكيم عامر كان عضو مجلس قيادة الثورة المختص بشؤون الجيش وهو يمثل فى الوقت نفسه مركزا ممتازاً فى قلوب إخوانه من مختلف ضباط الجيش، «وكشف صلاح سالم فى خطابه سر ترقية عبدالحكيم عامر بقوله: «من يوم أن قامت الثورة وعبدالحكيم من بين حفنة الرجال الذين قادوا هذا البلد من الظلام إلى النور وقضوا على كل قوة فى الدولة وتركزت فى أيديهم وآلوا على أنفسهم أن يصلوا بالبلاد إلى أهدافها..
والموضوع ليس موضوع رتبة أو ترقية من صاغ إلى لواء فهؤلاء لا تشرفهم الرتب.. الموضوع أبعد من هذا بكثير هو أن تستمر الثورة القوية، ويواصل صلاح سالم حديثه عن حكيم فى لقاء جماهيرى قائلاً: «عبدالحكيم عامر هو الذى كافح ١٥ عاماً ضابطا فى الجيش وقدم رأسه أكثر من مرة ووهب روحه وجسمه من أجلكم ومن أجل البلاد واستمر ١٠ سنوات يترك منزله وأولاده ويجتمع ليلاً ونهارا فى الجمعيات السرية وكان يعرض نفسه للموت والهلاك فى عصور الظلام ليضع الخطط ويجمع الأفراد ليشترك فى رفع الكابوس عن صدر ٢٢ مليوناً، وكان يمكن أن يقتل أو يسجن أو يشنق دون محاكمة كما تعلمون.. هو الذى حارب فى فلسطين وكلكم سمعتم عنه أنه تقدم الصفوف،
وكان يحارب كجندى ونجح وكان ثانى نجاح نالته القوات المصرية على يديه، وعندما استشعرت مجلة التحرير حجم الترقية الاستثنائية نشرت عنواناً فى برواز» ترقية للأبطال «تسرد فيه نماذج مماثلة لترقيات عسكرية تمت فى دول أخرى وجاء فيه: «عندما أعلنت الحرب العالمية الثانية كان ايزنهاور يحمل رتبة البكباشى ولم تمض ٣ سنوات حتى تولى أضخم «ارمادا» ضمن قوات الحلفاء التى غزت شمال أفريقيا وبعد ٣ سنوات أخرى منح أضخم رتبة فى الوجود وهى رتبة «جنرال أوف ذى إير» وهى أعلى من «فيلد مارشال»
وتخطى بذلك كل زملائه بسرعة ليس لها نظير» وكان جورنج يحمل رتبة يوزباشى احتياط بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وما كاد هتلر يستولى على السلطة حتى عينه قائدا عاما لقوات الطيران برتبة فيلد مارشال وخلال الحرب العالمية الثانية رقى الطيار الالمانى جلندت من رتبة صاغ إلى جنرال لكفاءته الممتازة خلال سنتين ورقى الفيلد مارشال فون وايخناو والجنرال هاينز جورديان خبير المفرقعات الألمانى المعروف والفيلد مارشال ادوين روميل استثنائيا وتخطوا زملاءهم للظروف التى كانت تمر بها بلادهم.
ويقول أحمد حمروش «كان وصول عبدالحكيم إلى مركز القيادة العامة للقوات المسلحة نقطة تحول مهمة فى سيطرة أعضاء مجلس القيادة على الجيش بصورة عامة وسيطرة جمال عبدالناصر على أعضاء مجلس قيادة الثورة بصورة خاصة فكان تعيينه نهاية اتصال أعضاء المجلس بالضباط زملائهم فى مختلف الأسلحة، واستقر الأمر على ذلك بدعوى الحرص على الانضباط العسكرى، بينما هو فى حقيقته انتهى إلى عزلة هذه المجموعة من الضباط فلم يعودوا قادرين على تحريك قواتهم السابقة أو مناقشة أمورهم بصفة قانونية.
وتواصلت العلاقة بين عبدالحكيم وعبدالناصر كصديقين ومسؤولين عن الحكم حتى بدأت تعترضها القلاقل خاصة أن قوة العلاقة كانت فى كثير من الأحيان تدعو حكيم للتعامل بندية مع الرئيس ما تسبب فى وجود خلافات. واستمرت الخلافات بين عبدالناصر وعامر خلال فترة الوحدة مع سوريا نتيجة لأسلوب عبدالحميد السراج الذى كان يسىء للوحدة بما كان يرتكبه من تعذيب وقتل باسم جمال عبدالناصر ووصلت الخلافات ذروتها بعد الانفصال وعقب تشكيل مجلس الرئاسة الذى كان الهدف منه الحد من الانفراد بالسلطة، وتشكيل قيادة جماعية، وعرض مشروع قرار عليه بأن يكون تعيين قيادات الجيش حتى مستوى الكتائب وضباط الشرطة لمستوى مأمورى الأقسام من سلطات مجلس الرئاسة وهو ما عارضه عبدالحكيم ومعه ٥ آخرون من أعضاء المجلس.
يقول محمد حافظ إسماعيل إن عبدالحكيم عرض استقالته فور انسحاب القوات البريطانية والفرنسية، إلا أن الرئيس عبدالناصر استطاع أن يتجاوز أزمة الثقة، وأن يسوى الخلاف بينهما ويؤكد البعض أن عبدالناصر كان ضعيفاً أمام رغبات المشير وأحلامه، وكان متسامحا معه بعكس علاقته مع الآخرين التى كانت تشوبها القسوة التى تصل أحياناً إلى حد الإقالة والاعتقال، كما حدث مع كمال الدين حسين. ويقول الصحفى الراحل حلمى سلام الذى كان أكثر المقربين من المشير: «لقد كان عبدالحكيم عامر نموذجا فريدا من نماذج الشهامة والوفاء وربما كان أفدح أخطائه فى حق نفسه أنه كان يصر على أن يظل وفياً حتى لمن تكشف له الأيام عن أنهم لا يستحقون الوفاء.
وكان نفوذ عبدالحكيم قد أصبح محسوسا للجماهير وعلى ضوء هذا النفوذ كان يمارس على عبدالناصر بعض الاختبارات من وقت لآخر، ولعل أقسى ما واجهه عبدالناصر من صديق عمره عندما فوجئ بالمشير يترك له استقالته ويختفى فى مرسى مطروح، لكن عبدالناصر استطاع أن يحتوى الأزمة وعاد المشير ليزداد قوة ونفوذاً، حتى إنه قال بعد النكسة: «إن الطفل المدلل أصبحت له أنياب وأظافر ولم يعد عبدالحكيم القديم».
الأحد يونيو 08, 2014 6:52 am من طرف Admin
» مشروع مربح من تايجر باك
الخميس فبراير 27, 2014 7:13 am من طرف تايجر باك
» ملف كامل لتدوير المخلفات
الأربعاء أغسطس 01, 2012 9:23 pm من طرف Admin
» اخبار الحمقى والمغفيلين لابن الجوزى
الأحد يوليو 08, 2012 6:23 pm من طرف Admin
» مقامات بديع الزمان الهمذاني
الأحد يوليو 08, 2012 6:21 pm من طرف Admin
» الخيميائي لباولو كويلو
الأحد يوليو 08, 2012 6:20 pm من طرف Admin
» أشهر جاسوسة عربية للموساد
الأحد يوليو 08, 2012 6:19 pm من طرف Admin
» the studay of chemical reactions
الأحد يوليو 08, 2012 6:19 pm من طرف Admin
» stereochemistry
الأحد يوليو 08, 2012 6:17 pm من طرف Admin